خلافًا للاعتقاد الشائع، فإن العالم غير مقسم إلى “قطط” و “كلاب” وفقط، لكن يبدو أن محبي الحيوانات الذين لديهم قلب لكل من القطط وأنياب الكلاب تمكنوا من الحفاظ على انسجام تام في منازلهم بين الخصمين، لكن هل تساءلت يومًا عن سبب كره الكلاب للقطط؟
جوابا على سؤال لماذا تكره الكلاب القطط؟، إن لدى القطط والكلاب كراهية فطرية لبعضها البعض، مما يعني أن الاثنين سيقاتلان بشكل طبيعي حتى يتراجع أحدهما والذيل بين ساقيه، لكن كراهيتهم المتبادلة يمكن أن تتعمق أكثر من مجرد غريزة مفترسة، لأن كلا الحيوانين آكلان للحوم. باختصار، تعاني القطط والكلاب من مشكلات اتصال خطيرة وراسخة تاريخيًا، وهو ما يجعل حتى الاجتماع الأول صعبًا للغاية، لذلك فإن فهم أين تكمن اختلافاتهم وكيف تطورت هو خطوة أولى مهمة في مساعدتهم على أن يصبحوا أصدقاء.
بعض اسباب كره القطط والكلاب لبعضها :
لم تكن القطط والكلاب والتي انضمت إلى البشر منذ آلاف السنين هي الحيوانات الأليفة المستأنسة التي نعرفها الآن، كانت الكلاب -والتي هي من نسل الذئاب- اجتماعية للغاية حتى ذلك الحين، في حين أن الدافع الأساسي للبقاء بالقرب منا كان الطعام، فقد تكون الكلاب قد قيمت أيضًا رفقة البشر الأوائل، ومع ذلك، كان اسهلاك بقايا الطعام البشري دائمًا أكثر ملاءمة من الاضطرار إلى الصيد.
بالنسبة للقطط، التي تنحدر من نسل القط البري المصري، كان الطعام هو كل ما يريدونه منا في البداية، وأسلافهم حيوانات منعزلة للغاية، ولا يزال الخبراء يتساءلون كيف يمكن أن تتطور مثل هذه الحيوانات الخجولة إلى الحيوانات الأليفة التي نعرفها اليوم .
لذلك، بينما كان البشر يستفيدون من الاستمتاع بصحبة كل من القطط والكلاب، كانت دائمًا تتنافس علي بقايا الطعام والانتباه، لذلك عندما تتساءل عن سبب عدم انسجام الكلاب والقطط، ضع في الاعتبار جذورها أيضًا.
معظم المعارك تدور حول الطعام:
لم يكن يتم الاعتناء بالكلاب والقطط دائمًا كما نفعل اليوم، يشرح الدكتور جون برادشو من كلية العلوم البيطرية بجامعة بريستول أن القطط والكلاب الضالة في بريطانيا قبل سنوات كانت تجوب الشوارع بحثًا عن بقايا طعام للبقاء على قيد الحياة، تتنصف الكلاب من الذئاب، لذلك عندما بتعارك كلبان على الطعام، فإن الغريزة الطبيعية تعني أن واحدا منهم سيتراجع بشكل طبيعي إذا شعر أن خصمه كان أكثر هيمنة وقوة، وفي الوقت نفسه، تندرج القطط من حيوانات مفترسة وحيدة وليست حيوانات قطيع، هذا يعني أن القطط كانت غالبًا ما تكون حذرة عند الاقتراب من الطعام ولكن من غير المرجح أن تتراجع بمجرد اتخاذ قرار عدم الهروب، والنتيجة هي أنه عندما يتصادم الاثنان، يقاتلون مثل … حسنًا … “قط وكلب”
غالبا ما تكون معارك القطط والكلاب صاخبة:
سيحاول كلا الحيوانين ترهيب أي خصم بصوت عالٍ إما من خلال النباح أو الهدر أو الهسهسة أو البصق، هذا يعني أن المعارك غالبًا ما تكون عالية وتجذب الانتباه ويمكن أن تستغرق وقتًا طويلاً، وهذا يعني أن المعارك غالبًا ما تكون عالية وتجذب الانتباه ويمكن أن تستغرق وقتًا طويلاً.
هل هذا يعني أن الكلاب والقطط تاريخياً تكره بعضهما البعض ولا توجد طريقة لتغيير ذلك؟ لا، هذه العداوة التي طال أمدها تشرح كيف أصبحت الأمور على ما هي عليه الآن، حيث يكمن السبب الحقيقي للصعوبات بين القطط والكلاب في سلوكياتهم المختلفة جوهريًا.
فيما يلي بعض الأمثلة للمقارنة:
- تحيي القطط بعضها البعض عن طريق المشي مباشرة تجاه بعضها البعض، والذيل بشكل مستقيم، والنظر في عيون بعضها البعض والغمز ببطء للإشارة إلى أنها لا تنوي افتعال اي مشاكل، بينما تحيي الكلاب بعضها البعض بالركض حول بعضها البعض، وهز ذيلها وتجنب الاتصال بالعين لإظهار سلامتها.
- تجري القطط غالبًا عندما تكون خائفة أو في خضم شجار قطط، أما الكلاب تحب الركض! بالنسبة لهم، فهي ممتعة وغالبًا ما تكون الطريقة المفضلة لديهم للعب.
- لا تهز القطط عادة ذيولها، بل تجلدها وفقط عندما تكون عدوانية للغاية، بينما تهز الكلاب ذيولها عندما تكون متحمسة أو ودودة.
- تموء القطط في جميع المواقف، وغالبًا للتواصل مع البشر، بينما تنبح الكلاب في الغالب في المواقف السلبية، مثلاً عندما تشعر بالتهديد أو الملل أو العدوانية أو القلق.
هل الكلاب والقطط أعداء طبيعيون؟
من صغرنا ونحن دائمًا ما نسمع الأصوات العالية لعراك القطط والكلاب معًا، حتي أن أي اثنين يتعاركان علي أتفه الأشياء هكذا نسميهما بالكلب والقطة، وأحيانًا القطة والفأر، فبشكل طبيعي لقد نشأنا علي هذه المسلمات رغم عدم علمنا بالسبب الحقيقي خلف هذا، لكن إذا أتيحت الفرصة، فإن معظم الكلاب ستأكل القطط الصغيرة وتطارد أي شيء يجري (بما في ذلك القطط)، هذا يعني أن القطط الأم ستحاول بشكل طبيعي تخويف الكلاب لمنعهم من الاقتراب، لذا نعم، يمكن تسمية الاثنين بالأعداء الطبيعيين.
هل من الممكن جعل القطط والكلاب تحب بعضها؟
يمكن لكل من الكلاب والقطط التعايش بانسجام مع الدافع الصحيح، فعندما يكبرون، تمر الجراء والقطط بما يُعرف باسم “فترة التنشئة الاجتماعية” حيث يمكن تعليمهم كيف يجب أن يتصرفوا، وهذا عندما يتعلمون التعرف على والدتهم، وكيفية التفاعل مع أفراد من جنسهم، والبشر، وعند الضرورة، القطط أو الكلاب.
في هذه الفترة، سيتعلمون التعايش مع الآخر إذا لم تكن هناك عواقب غير سارة، وعادة ما تكون فترة التنشئة الاجتماعية هذه من 5 إلى 12 أسبوعًا للجراء وأربعة إلى ثمانية أسابيع للقطط.
ومن جهة اخرى القطة أو الكلب الذي لديه تجربة غير سارة في هذا الوقت، يمكن أن ينمي الكراهية التي قد تستمر طوال حياتهم.
وبهذا نكون قد جاوبنا على السؤال الاساسي للمقال ” لماذا تكره الكلاب القطط؟ ” وتعرفنا على اسباب معظم المعارك التي تدور بينهم، وفي الاخير تطرقنا الى طرق جعل الحيوانين متوافقين تحت سقف واحد.