لماذا تترك القطة صغارها؟ هذا هو اول سؤال يتبادر الى اذهاننا عندما نجد مجموعة من القطط الصغيرة في مكان ما دون وجود اي علامات تدل على ان القطة الام بالقرب منهم.
كما نعلم جميعًا، فجميعنا يضعف أمام القطط الصغيرة ذات العيون البريئة، والكثير منا يحفظ هذه الصور علي أجهزته النقالة، كما أن أحد أكثر الأشياء التي تبعث البهجة في نفوسنا هي رؤية القطة الأم وهي تداعب وتطعم صغارها من القطط.
وتمامًا مثل كل الأمهات في عالمنا المعاصر، فحتي القطط يجب أن تتمتع بقليل من “الوقت الخاص”، حيث ستترك قططها الصغيرة لبضع دقائق في كل مرة لزيارة صندوق الفضلات أو لتناول الطعام والشراب، وكلما كبر الصغار، كلما زاد الوقت الذي تقضيه بعيدًا عنهم.
إذن، لماذا تترك القطة صغارها:
جوابا على هذا السؤال هذه اهم الاسباب وراء هذا التصرف:
ترك العش:
قد يصادف الكثير من الناس صغار القطط وحيدين في الطرقات وقد يفترضون أن القطة الام تركت صغارها، لكن في حقيقة الأمر ربما تقوم الأم بالصيد، حيث تقوم الأمهات أحيانًا بتشتيت قططهم لتجنب الافتراس.
وإذا بدت القطط الصغيرة تتغذى جيدًا وتتمتع بصحة سليمة، وكانت في مكان آمن، فمن المحتمل أن تكون الأم في الجوار وهي تشعر بها، ومن الأفضل مراقبة العش لبضع ساعات لمعرفة ما إذا كانت الأم ستعود أم لا، وإذا لم تفعل فقد تكون مريضة وغير قادرة على العودة، أو ربما قُتلت بطريقة ما.
خلال الأسبوع الأول من الحياة، ستترك القطة صغارها لبضع مرات وجيزة بشكل يومي، وخلال الأيام القليلة الأولى، يعتمدون على أمهم لتنظيم درجة حرارة أجسامهم، وللحصول على الطعام، وحتى للتحفيز ليكونوا قادرين على التعايش، ولذلك من الأفضل أن تحتفظ(ي) بصندوق الفضلات والطعام والماء بالقرب من القطط الصغيرة، لإنها لن تستطيع أن تذهب بعيدًا خلال هذه الأيام الحرجة الأولى.
من المحتمل أيضًا أن تتجول القطط الصغيرة بعيدًا وتضيع أو تعلق في الأماكن التي لا تستطيع القطة الأم الوصول إليها، ويمكن أن يحدث هذا في الداخل أو في العالم الخارجي، ولذلك إذا رأيت قطة تتجول بعصبية أو وجدت قطة صغيرة تصدر صوتًا في مكان ما، فقد تكون محاولة منهم للعثور علي بعضهم البعض.
عدد الصغار:
إن عدد القطط الكبير جدًا يمكن أن يؤدي أيضًا إلى ترك القطة صغارها وإذا لم يكن هناك ما يكفي من الحليب لجميع قططها الصغيرة، فقد ترفض الأم القليل منهم لتوفير الحليب للآخرين، ومن المحتمل أن يلاحظ المراقب الدقيق هذا السلوك خلال الـ 24 ساعة الأولى من الولادة.
فبحلول الوقت الذي يبلغ فيه عمر القطط 3 أسابيع، فإنها لا تعتمد تمامًا على الأم، فقد تقضي القطة الأم وقتًا أطول قليلاً بعيدًا عن القطط الصغيرة، أو تستكشفها قليلاً ثم ترحل مجددًا، وفي هذه المرحلة تقوم الأم برعاية القطط الصغيرة لفترات زمنية أقصر، فعندما انفتحت عيونهم وآذانهم وبدأوا يمشون ويسمعون ما يدور حولهم في العالم الخارجي، فقد يبدأون في الاستكشاف بعيدًا عن صندوق التعشيش الخاص بهم.
المرض أو التشوه:
في بعض الحالات التي قد نراها داخل عالم القطط، فقد تترك القطة صغارها لكونها مريضة ولتجنب نشر المرض لباقي الصغار، كما قد ترفض القطة الأم أيضًا قطة مشوهة جسديًا،على الرغم من أن القطة تتمتع بصحة جيدة.
التهاب الضرع:
نري بعض أمهات القطط يصبن بالتهاب الضرع – وهو التهاب في الغدد الثديية – ويمكن أن يحدث هذا بشكل عفوي أو من خدش القطط أثناء الرضاعة، حيث تصبح الحلمة منتفخة وقاسية عند لمسها، لذلك قد يبدو لنا من الخارج أن القطة الأم ترفض أطفالها وهو شئ غريب وقاسي بالنسبة لنا، لكنه في الواقع من المؤلم جدًا السماح لهم بالرضاعة في وضع كهذا.
الأمومة المبكرة:
عندما تتزوج الفتاة وهي في سن صغير جدًا في عالم البشر، لا شك أننا سنري بعض التصرفات التي تشير إلي عدم النضج الكافي، أو الخبرة الكافية، مع الصدمة من المسئولية وغيرهم..
وهذا هو الحال أيضًا داخل عالم القطط ، فقد تتصرف الأم الصغيرة جدًا والتي لم تتعلم مهارات الأمومة بعد، بالارتباك أو عدم الاكتراث لأطفالها، كما تبدأ بعض الأمهات بهذه الطريقة ثم يكتشفن ذلك بعد وقت ما، والبعض الآخر لا يكتشفها إطلاقًا. وإذا حاولنا تفسير ذلك، فقد تكون الأم غير المهتمة قد تعرضت لصدمة نفسية أثناء الولادة إذا كانت -على سبيل المثال- ليست في مكان آمن أو كانت تعاني من صعوبة جسدية في المخاض، وقد تجعل اليقظة المفرطة والسهر والعصبية أمر الاسترخاء والاستلقاء حتى تتمكن القطط من الرضاعة أمر صعب بالنسبة للأم.
الفطام:
عندما يبلغ صغار القطط من 6 إلى 8 أسابيع، ستبدأ القطة الأم في فطامهم، وفي هذه المرحلة ستبدأ في قضاء فترات أطول بعيدًا عن أطفالها لتطبيق هذه العملية، حتى أنها قد تجد عتبة نافذة مشمسة وتنام لبضع ساعات بينما يلعب أطفالها أو يغفون في منطقتهم الخاصة، وكأنها تبعد نفسها عنهم وعن العالم وتستمتع ببعض الوقت الخاص بها مع بعض الراحة، وخلال هذا الوقت أيضًا ستبدأ في تعليم أطفالها الصيد واستخدام صندوق الفضلات وغيرها من المهارات التي ستساعدهم على أن يكونوا بالغين ناجحين.
التقدم في العمر:
قد يكون سبب آخر من أسباب ترك القطة لصغارها، فعلى الرغم من أن الصغار قد كبروا لم يعودوا يعتمدون عليها بشكل كلي، وأنها سوف تقضي وقتًا أطول بعيدًا عنهم، إلا أن القطة الأم لا تزال تعلم أطفالها مهارات مهمة مثل التنشئة الاجتماعية حتى يبلغوا من العمر 10 إلى 12 أسبوعًا، وعلى الرغم من أن القطط الصغيرة غالبًا ما يتم وضعها للتبني عندما لا يتجاوز عمرها 6 أسابيع، فمن الأفضل أيضًا أن تبقى القطط مع أمها حتى تصل إلى 10 أسابيع على الأقل، حيث سيضمن ذلك حصول القطة الأم على فرصة لتعليمهم، مما سيساعدهم على أن يكونوا قطط بالغة أكثر استقرارًا واعتمادا علي أنفسهم يستطيعون مواجهة الحياة بكل قوة.